السيرة الذاتية

رينه فوتييه (1928–2015) كان مخرجًا فرنسيًا مشهورًا بسينماه السياسية الملتزمة، حيث تناول في أعماله مواضيع مثل الاستعمار، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان.

الطفولة والمقاومة

وُلد فوتييه في 15 يناير 1928 في كاماريه سور مير، بمنطقة فينيستير في فرنسا، لأسرة من الطبقة العاملة، فوالده كان عاملاً في مصنع ووالدته معلمة. التحق بالمقاومة الفرنسية وهو في سن الخامسة عشرة خلال الحرب العالمية الثانية، وشارك في عمليات نال على إثرها وسام Croix de Guerre وتقديراً من شارل ديغول. بعد الحرب، التحق بمعهد الدراسات العليا في السينما (IDHEC) وتخرج منه عام 1948.

“أفريقيا 50” وسينما مناهضة الاستعمار

في عام 1950، أخرج فوتييه فيلم “Afrique 50” الذي يُعتبر أول فيلم فرنسي مناهض للاستعمار. وكان قد كُلّف في الأصل بإنتاج فيلم تعليمي عن غرب أفريقيا الفرنسية، لكنه وثّق بدلاً من ذلك الواقع القاسي للاستعمار، من انعدام الرعاية الصحية إلى الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الفرنسية. تم حظر الفيلم، وسُجن فوتييه لمدة عام بسبب محتواه.

خلال حرب الجزائر، انحاز فوتييه إلى جبهة التحرير الوطني (FLN)، وأنتج أفلامًا دعمت كفاح الجزائريين من أجل الاستقلال. من أبرزها فيلمه “أن تكون في العشرين من عمرك في الأوراس” (1972)، والذي يصور جنودًا فرنسيين يواجهون صراعات أخلاقية أثناء الحرب، ونال جائزة النقاد الدوليين في مهرجان كان السينمائي.

الرقابة والنضال

واجه فوتييه طوال مسيرته رقابة مشددة، حيث مُنع عرض العديد من أفلامه التي تجاوز عددها 180، أو تم تدميرها من قبل السلطات الفرنسية. وفي عام 1973، خاض إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على الرقابة السينمائية، ما أثار تضامنًا من مخرجين بارزين وأدى إلى تغييرات في السياسات المتعلقة بالرقابة.

أواخر حياته والإرث

واصل فوتييه إنتاج أفلام ذات طابع اجتماعي في سنواته الأخيرة، تناولت قضايا مثل حقوق العمال والبيئة. كما أسس عام 1970 وحدة إنتاج سينمائي في منطقة بريتاني الفرنسية (UPCB)، بهدف دعم السينما المحلية هناك. توفي في 4 يناير 2015 في مدينة كانكال، بريتاني، وترك إرثًا كبيرًا كمخرج رائد في مجال السينما السياسية الملتزمة.